مقدمة

كانت دقات قلبي وخطواتي المتعثرة هي الأصوات الوحيدة التي يمكن تمييزها وسط هدير النار خلفي. كانت الدموع تنساب على وجهي بينما كنت أحتضن ذراعي المغطاة بعلامات الحروق الجديدة. سعلت بصعوبة بينما كانت رئتاي المشبعتان بالدخان تصرخان طلبًا للهواء. كان ذئبي يئن في زوايا عقلي. كانت قوتها المكتشفة حديثًا معاقة بسبب سم الذئب الذي حُقن في عروقي. ركضت إلى ظلال قبيلتي، متجنبة أي شخص أستطيع بينما كنت أبحث عن مساعدتي الوحيدة. يجب أن يساعدها. بدأت رؤيتي تتشوش بينما كانت النار البعيدة ترقص أعلى في السماء. ضغطت شفتي المتشققتين معًا وأطلقت صفيرًا حادًا ومميزًا. انهارت ساقاي تحتي وسقطت على الأرض بقوة، مصطدمة رأسي بصخرة مسطحة. صفرت بضع مرات أخرى بينما بدأت أزحف، مكسرة أظافري الهشة والدامية.

"ساعدها... نوح"، نطقت بصعوبة من التراب بينما بدأ عقلي يتشوش.

جاء صفير مميز من يميني بينما كنت أتعثر على الأرض، وملابسي تزداد تشبعًا بالدماء القرمزية الطازجة.

"كال"، نادى أحدهم بالقرب مني، لكن حواسي كانت غائمة جدًا لتمييز المسافة.

صفرت بضعف ردًا بينما كنت أزحف نحو الصوت.

"كاليستا، أين—يا إلهي"، صرخ بينما كان يركض نحوي.

قام بتدويري بلطف وأمسك وجهي بيديه.

"ماذا حدث؟" سأل بلهفة بينما كانت عيناه الكهرمانيتان تتفحصان جروحي.

"أرجوك... أمي... النار"، توسلت بينما كان صوتي يتصدع، وحلقي يحترق بلا هوادة.

"تبا"، لعن وهو ينظر حوله.

حملني بسرعة بينما عضضت شفتي لمنع صرخاتي من كشف موقعنا. ركض بأقصى حذر ممكن بينما بدأت رائحة الدخان تملأ أنفي مرة أخرى. وضعني برفق في ظلال منزل قريب قبل أن يركض إلى منزلي المشتعل. صليت من أجل نجاتها بينما كان ذئبي يعوي بحزن في ظلال عقلي. بدأت حواف رؤيتي تظلم بينما كان تنفسي يثقل صدري.

"أمي"، ناديت بصوت مكسور، مكتومًا بسبب طقطقة النيران.

بعد لحظات، سمعت حفيف العشب بينما كان شخص ما يركض نحوي.

"علينا الذهاب"، قال نوح بلطف بينما كان يلتقطني.

"أمي"، قلت بينما كان صوتي يتصدع، ومددت يدي المرتجفة والدامية خلفه.

"أنا آسف."

حاولت بكل جهدي أن أقاومه حتى أتمكن من الذهاب والبحث عنها في النار بنفسي، لكن قوتي كانت تخونني.

"لم يعد هناك شيء هنا لنا"، قال بينما كان يركض نحو الغابة.

من خلال تشويش رؤيتي، شاهدت النيران تدمر الشيء الوحيد الذي جعل الحياة تستحق العيش. انكسر قلبي بينما كانت وعيي يفشل، وسقطت في الظلام، مستمتعة بالهروب من الجحيم.

Next Chapter