1

بعد أربع سنوات

كانت تجعيدات شعري العقيق ترقص خلفي بينما كنت أتسلل بين أشجار الغابة. كانت أصوات الأقدام الراكضة على الأرض الصلبة تقترب أكثر بينما أخذت منعطفًا حادًا إلى اليمين. حاولت حماية عيني المليئتين بالدموع بينما نظرت إلى الأعلى من خلال الفجوات في قمم الأشجار، وجدت راحة في الشمس العالية. جاء زئير جائع من جهتي اليمنى، قريب جدًا. نظرت حولي إلى جذوع الأشجار بينما دفعت نفسي للاندفاع أكثر. كانت شجرة بلوط وحيدة مع زهور بيضاء عند قاعدتها تقف أمامي إلى اليسار. تعثرت بجذر وضربت أرض الغابة بصوت مكتوم، وتدحرجت حتى اصطدم ظهري بشجرة.

"تبًا"، قلت وأنا أجلس منتصبة.

انهمرت الدموع على خديّ بينما كان ذئب بني كبير يتقدم نحوي. أنينت بينما دفعت نفسي أقرب إلى قاعدة الشجرة، كتلة صلبة تضغط على عمودي الفقري. الذئب قفز نحوي بأسنانه الحادة وهو يقترب أكثر، يزمجر بشراسة بينما كان اللعاب يتساقط من فكيه. عندما قفز الذئب نحوي، اندفعت إلى الأمام. الدم رسم المسافة بيننا بينما دحرجت نفسي إلى قدميّ. الذئب حاول عضّي مرة أخرى قبل أن يتمايل على قدميه. وقفت شامخة وأنا أمسح دموع التماسيح من وجهي بقميصي ذي الأكمام الطويلة، وأرجع كتفيّ للوراء. الذئب حاول الهجوم عليّ مرة أخرى لكنه تعثر، والدم ينزف من جرح في بطنه.

"تحوّل"، طلبت بهدوء.

هزّ الذئب رأسه وزمجر مرة أخرى.

"تحوّل الآن، وإلا سأجبرك"، ابتسمت بخبث.

هاجم الذئب، فتفاديت هجومه، واستغليت الفرصة لضربه في جانبه. انهار على الأرض بأنين، وفي ثوانٍ قليلة، كان رجل عارٍ يرقد أمامي.

"يا حقيرة، ماذا فعلتِ؟" صرخ، وهو يغطي جروحه بيديه.

"أعطيتك اختيارًا، واخترت بشكل سيء"، قلت بملل.

"سأقتلك"، زمجر، وهو ينظر إليّ بعيون صفراء مجنونة.

هززت كتفيّ بينما كنت أستند إلى شجرة قريبة.

"ماذا تعرف عن الهجوم على قبيلة المخلب الخفي؟" سألت بعزيمة.

ضحك.

"ولماذا بحق الجحيم سأخبرك؟" سأل بابتسامة ساخرة.

في غضون ثوانٍ، انطلقت خنجر في الهواء، واستقر في كتفه بدقة مروعة. ملأت صرخاته المكان، فزعت الطيور في الأشجار القريبة. حاول نزعها، لكن دمه جعل يده زلقة. مشيت إليه ببطء وأزلت النصل؛ تدفقت الدماء بغزارة من الجرح. ركلته في الأضلاع وأدخلت إصبعي في الجرح، وأدرت.

"ماذا عن الآن؟" سألت بين صرخاته المؤلمة.

أبعدت إصبعي وأوجدت مسافة بيننا. كان الرجل يلهث على الأرض بينما بدأت العشب المحيطة به تتلون باللون الأحمر. "أتعلم أن هذه هي سلاحي المفضل"، شرحت بينما كنت أفحصه تحت ضوء الشمس. "شفرة خنجري مصنوعة من الفضة النقية ومقبضه من خشب البلوط والجلد. معدن بسيط له عواقب مميتة"، أضفت. "أنت مجنون بحق"، قال. "وأنت تضيع وقتي"، قلت بينما اقتربت منه. حاول أن يضربني، لكنني صدته بسرعة ولكمته في وجهه. ثم اندفعت خلفه في حالة ارتباكه ووضعت الشفرة على بشرته، وعاد صراخه سريعًا. "ماذا تعرف عن 'المخلب الخفي'؟" قلت بصوت منخفض بينما كان يقاوم. "لا أعرف شيئًا! لم أكن هناك! لا أعرف أي أشخاص خارجين عن القانون في الجبال! دعني أذهب، أيتها العاهرة!" قال بسرعة. قبل أن يتمكن من أن يرمش، قطعت الشفرة حنجرته، مما أسكت صرخاته أخيرًا بينما رش الدم قبل جسده الذي أصبح بلا حياة. "ها أنت ذا. لقد تركتك تذهب"، قلت وأنا أقف. بسرعة نظفت الشفرة على بقعة نظيفة من العشب وثبتها في غمدها الجلدي، المخبأ بالقرب من شجرة البلوط. مشيت إلى شجيرة قريبة، ونظرت بامتعاض إلى يدي الحمراء المتلطخة. "آسف، إينيو"، اعتذرت لذئبتي. رفعت أذنيها من مكان راحتها، لكنها لم ترد. دحرجت عيني بينما استعدت حقيبتي الجلدية من شجيرة قريبة، ودست الخنجر في جيبها المخفي. "أعلم أنك هنا، نوكس"، قلت وأنا ألتفت إلى الوراء بينما كنت أجمع أوراقي الطبية من حقيبتي. اهتزت شجيرة قريبة عندما اقترب مني رجل ذو شعر نحاسي متموج وندبة فوق عينه اليسرى الكهرمانية. "كنت مهملًا"، قال. "سأتأكد من كتابة ذلك للمرة القادمة"، رددت بينما كنت أفرد أوراقي. داخل أوراقي كان هناك معجون برتقالي فاتح. كنت على وشك وضع المعجون على يدي، لكنه أخذها مني بسرعة. أمسك بيدي المصابة وفحصها. "سأعيد لف مقبضك"، قال بلطف بينما بدأ بوضع المعجون برفق. "هل كنت أكثر نجاحًا مني؟" سألت بينما عضضت شفتي لأشتت نفسي عن الألم. "لا. الاثنان الخارجان عن القانون اللذان تتبعتهما لم يعرفا شيئًا ذا قيمة"، أجاب بإحباط. "يجب أن نفتقد شيئًا ما"، فكرت بينما كان يلف يدي بورقة. انكسر غصن قريب، ووقفنا على أقدامنا، مستعدين للقتال. شممت الهواء لكنني لم أجد أي روائح مهمة سوى رائحة الدم. "علينا مغادرة المنطقة. دمه قوي الرائحة"، همست بينما أخذ نوكس حقيبتي. هربنا بسرعة إلى الغابة، لكن لم أستطع التخلص من الشعور بأننا مراقبون.

Previous Chapter
Next Chapter