4

"ما اسمك؟" سألني الألفا بينما جلس أمامي، والكرسي يصدر صوت صرير تحت وزنه.

ارتفع أذن إينيو عند الصوت، لكنها لم تكن تملك القوة للتحرك.

"لا يهم"، قلت وأنا أقفل عيني على عينيه الذهبيتين الجذابتين.

"يهم عندما يدخل متشرد إلى أراضيّ ويقتل أكثر من نصف محاربيّ المنتشرين"، قال بصوت خشن وهو يضغط بيديه الكبيرتين بغضب.

"كما أخبرت بيتا الخاص بك، لم نكن نعلم أن أراضيك قد توسعت لتشمل المناطق المحايدة"، شرحت بتوتر رغم خفقان قلبي.

"راقب نبرتك، أيها المتشرد"، حذرني.

درت بعيني، فزمجر بصوت منخفض.

"كيف يمكن لاثنين من المتشردين الذين تصادف أن دخلا إلى أراضيّ المحمية أن يتسببا في مثل هذا الدمار؟ هذا لا يحدث بالصدفة"، سأل بغضب متزايد.

"يسأل الألفا المعروف بالموت"، رددت ببساطة.

"ومع ذلك، أنت لست خائفًا."

"ليس لدي سبب لذلك."

عند ذلك، مرر يده عبر شعره ليكشف عن وجهه الجميل. شفاه مبتسمة، خط فك منحوت مغطى بشعيرات خفيفة، وغمازات صغيرة رحبت بي بينما كانت عيناه مليئتين بوعود مظلمة. ملاك مظلم. رفع أكمامه السوداء ليظهر المزيد من بشرته الكراميلية الجميلة، وعروق بارزة تزين ساعديه. هززت رأسي لأعيد تركيزي.

"ماذا لو أعطيتك بعض الأسباب؟" سأل بابتسامة سادية بينما فتح الباب وتدفقت الحراس إلى الداخل.

نقلوني إلى زنزانة أكبر وعلقوا سلاسلي في السقف. بالكاد كانت أصابع قدمي تلامس الأرض بعد أن انتهوا من رفعني. كانت الغرفة مضاءة بشكل خافت بمصباح فلورسنت متذبذب، يلقي بظلال أمامي. مما رأيته، جلبوني إلى غرفة التعذيب الخاصة بهم المزينة بأدوات صدئة مختلفة وصرف في الأرضية مما استطعت رؤيته. شممت رائحة الفضة والحمض. لم أستطع رؤيته لكنني كنت أعرف أنه كان خلفي مباشرة. شيء ثقيل كان يجر على الأرض، أصوات معدنية تتصادم مع البلاط غير المستوي.

"إينيو، استعدي"، حذرت.

أنينت لكنها لم تتحرك. أخذت أنفاسًا بطيئة وأنا أستعد نفسي عقليًا للأسوأ.

"سأسألك مرة أخرى. لماذا أتيت إلى هنا؟" طلب.

"أعتقد أنكم أغبياء. لقد أخبرتكم إجابتي بالفعل"، زفرت.

بضربة متصدعة، تمزقت بشرتي بسوط، تقشرها مثل البرتقالة. شددت فكي بينما بدأت عيني تحترقان بالدموع، لكنني لم أُصدر صوتًا. أرسل ضربتين أخريين مذهلتين إلى ظهري، كل واحدة أقوى من السابقة. زين دمي المنطقة المحيطة مثل فن تجريدي.

"من أرسلك؟" صرخ.

"اسأل بيتا الخاص بك"، قلت بين أنفاسي.

جاءت ضربتان أخريان في غضون ثوانٍ من بعضهما البعض. تعثرت أنفاسي بينما حاولت صرخة أن تشق طريقها للخروج، لكنني رفضت أن أمنح هذا الوغد الرضا.

"من أرسلك؟" سأل مرة أخرى.

"لقد أخبرتك بالفعل."

ثلاث ضربات أخرى زينت ظهري الذي كان ينزف مثل جرح مصاب. كان داخل فكي خامًا بينما أغلقت فمي بشدة، أحتاج إلى ألم مشتت.

"لماذا كنت تتعدى؟"

"لم نكن."

جاءت ضربتان أخريان تحطمان مثل البرق في عاصفة عنيفة. عضضت شفتي المتشققة بينما تدفق الدم على جسدي، يرسم جلدي الغني.

"لماذا أنت هنا؟"

"بسبب... جهل بيتا الخاص بك..."

أربع ضربات أخرى. اخترقت جلدي الشفة، طعم الدم المعدني يغطي لساني.

"من أرسلك؟"

"اسأل. شيئًا. آخر."

خمس ضربات أخرى.

"من أين أتيت؟"

"أنا متشرد... تذكر."

ست ضربات أخرى. بدأت أقاتل من أجل وعيي بينما غامت عقلي.

"ما اسمك؟ لماذا لون ذئبك أسود؟"

"ليس... مهمًا."

ثلاث ضربات أخرى. بدأ رأسي يتدلى للأمام بينما لم يعد عنقي قادرًا على حمل الوزن. سار حولي بخطوات رعدية وأمسك برأسي من تجعيداتي المبللة. سحب رأسي للخلف حتى يتمكن من رؤية وجهي، يسخر مني بابتسامة مظلمة وعينين مليئتين بالبهجة.

"لماذا لا تحمل رائحة؟ من أنت؟"

أعطيته ابتسامة دموية بينما بدأت عيني تغلقان، الظلام يغني أغنية صفارة الإنذار تحت الرنين في أذني.

"ظننت... أنك... لن تسأل أبدًا"، قلت بضعف بينما سمحت لإينيو بملء الغرفة برائحتنا.

"أنا... رفيقتك..." أضفت قبل أن أفقد الوعي، مرحبة بالظلام كصديق قديم مفقود.

Previous Chapter
Next Chapter