



الفصل 1
تدفقت المياه الدافئة من الدش على جسد يالدا المنهك بشكل شبه حسي؛ كانت تسير على كل منحنى وحافة. كان الحمام الفاخر مليئًا بالبخار بعد استخدامه لأكثر من ثلاثين دقيقة، لكنها لم تكن تبدو مهتمة، أو على الأقل لم تكن تلاحظ.
قد يظن المرء أنها كانت تسترجع ذكريات الليلة السابقة الممتعة؛ الأجساد المتعرقة تتحرك كواحد، الصرخات الحسية ترتد عن جدران غرفة نومه، وأصابعه تضغط على عنقها بالقدر المناسب.
لكن أفكارها كانت قد انجرفت إلى البداية. كان عقلها يذكرها مرة أخرى بكيفية بدء كل شيء؛ كيف كانت صغيرة، غبية، ومتهورة. أو ربما لم تكن غبية؛ ربما كانت يائسة فقط.
كان ذلك قبل أربع سنوات؛ كانت في الجامعة آنذاك. بعد أن فقدت والديها في سنوات مراهقتها، اضطرت للعيش مع أقاربها البعيدين، الذين كانوا تقريبًا مسيئين. كما هو متوقع، غادرتهم بمجرد أن أصبحت بالغة وفي الجامعة.
كانت أول سنتين في الجامعة هي الأصعب بالنسبة لها في ذلك الوقت. كانت يائسة، تكافح مع الوظائف الجزئية والدراسة فقط لتكسب ما يكفي لإعالة نفسها.
وبالطبع، كانت تحتاج بين الحين والآخر إلى التنفيس عن نفسها.
جذورها الشرق أوسطية جعلت جمالها يبرز في معظم الأحيان، من بشرتها الزيتونية إلى شعرها الأسود المموج الذي يتدلى على ظهرها برشاقة، وجسمها النحيف والممشوق. مظهرها جعل الشباب ينجذبون إليها، وفي معظم الأحيان كانت تُدعى إلى حفلاتهم.
كانت حفلة في نادي الأخوة؛ لا تزال تتذكر كيف كانت رائحة الهواء مزيجًا من السجائر، الكحول، العرق، والكولونيا الرخيصة. لم تكن تهتم بأي منها؛ فقط تركت نفسها تضيع في اللحظة وهي تهز وركيها المنحنيين على إيقاع الموسيقى التي تنفجر بلا رحمة.
كانت الخطة بسيطة؛ ستسكر، ثم ستقضي ليلة مع أحدهم، وستقضي اليوم التالي تعاني من آثار الخمر. وعندما ينتهي كل شيء، ستعود إلى حياتها المكافحة.
لكن فتاة اقتربت منها. كانت تبدو مثل كل الفتيات الأخريات حولها؛ ترتدي فستانًا جريئًا، لديها الكثير من الثقوب، خصلات صبغ في شعرها، وكعب عالٍ يعوض عن طولها البالغ 4'8".
"كيف الحال؟" قالت لها.
وربما لو لم تكن يالدا في حالة سكر خفيف، لكانت لاحظت أن أنفاس الفتاة كانت خالية من رائحة الكحول أو السجائر.
عيناها الخضراوان اللامعتان نظرتا إلى جسدها بتقدير تقريبًا، وابتسمت.
"ما خططك لهذه الليلة؟" سألتها.
بالطبع، كانت يالدا تهز رأسها وكانت على وشك أن تخبرها بأنها تنوي قضاء ليلة مع أحدهم، لكن ليس مع فتاة جذابة مثلها. لكنها لم تحصل على فرصة للرد قبل أن تتكلم الفتاة مرة أخرى.
"يمكنك كسب الكثير من المال الليلة، كما ترين." قالت لها، "أتحدث عن مبلغ كبير هنا."
هذا جعلها تستيقظ تمامًا. كانت تركز تمامًا.
"ماذا علي أن أفعل؟" سألتها.
هزت الفتاة كتفيها كما لو كان الأمر لا شيء على الإطلاق.
"اتركي هذه الحفلة المملة وتعالي معي." أجابت ببساطة.
ارتفع حاجب يالدا بشك.
"وكيف لي أن أعلم أنك لن تقتلني إذا تبعتك؟" سألتها.
لا يمكن للمرء أن يكون حذراً بما فيه الكفاية. بعد كل شيء، تحدث أشياء رهيبة كل يوم.
"أعتقد أنك لن تعرفي حتى تتبعي."
كان هناك شيء فيها، شيء أخبر يالدا أنها صادقة. ربما كان غرورها، أو ربما الملل في عينيها؛ كان الأمر تقريبًا كما لو أنها لا تستطيع الانتظار لإنهاء هذا الأمر.
أومأت قبل أن تتمكن أفكارها العقلانية من إيقافها.
"حسنًا إذن"، قالت.
تبعتها خارج المنزل الضيق إلى الليل البارد، وعبر الطريق كان هناك سيارة دفع رباعي سوداء متوقفة؛ كانت أنيقة لدرجة أنها كادت أن تندمج مع الظلام.
كان قلبها ينبض بشدة عندما دخلت السيارة، لكنها طمأنت نفسها أن كل شيء سيكون على ما يرام، وإذا لم يكن كذلك، فستنتهي بها الحال في الأخبار مثل ضحايا الاعتداء والقتل. لم يكن لديها شيء لتخسره بعد كل شيء.
كررت ذلك لنفسها مرارًا وتكرارًا. وتماسكت عندما قادتها الفتاة إلى مبنى فاخر. استقبلهما امرأة شابة أنيقة بدت محترفة وجادة. كانت مبهورة بالفخامة المحيطة بها لدرجة أنها لم تلاحظ مغادرة الفتاة.
"من هنا"، قالت المرأة، تمامًا عندما استدارت وبدأت تتجه نحو المصعد.
عادت إلى وعيها وأسرعت خلفها بأسرع ما يمكن لكعوبها أن تسمح لها. ورغم أن قلبها استمر في النبض بشدة، إلا أنها بقيت هادئة عندما أخذها المصعد بسلاسة إلى الطابق العلوي؛ بنتهاوس.
سقط قلبها إلى قاع معدتها عندما توقف المصعد، وفتح الباب بصوت خافت، وسارت السيدة خارجة بأناقة.
دخلتا البنتهاوس، وهناك، جلس رجل بعيون رمادية مدمرة الجمال على مقعد جلدي أسود يراقب دخولهما. نظرته المهينة اجتاحت جسدها ببطء قبل أن تتحول إلى السيدة.
"هل هي على ذوقك، سيدي؟" سألت.
لم تدرك أن أنفاسها بدأت تتسارع. وقفت هناك تحدق به، تشرب مظهره الذي بدا جيدًا لدرجة لا تصدق؛ من شعره الداكن المموج إلى بشرته الشاحبة وملامحه الجذابة للغاية. ربما كان جالسًا، لكنها كانت تستطيع أن تخمن أنه رجل طويل، نحيف، نعم، لكنه مبني بشكل جيد.
لم يكن يبدو أكبر من ثلاثين. كان يبدو ثريًا. كان يبدو... قويًا.
"ستكون مناسبة"، أجاب.
كان صوته ناعمًا ونقيًا. وكان هناك فصاحة في طريقة تحدثه؛ مثل رجل معتاد على التحدث وجعل الناس يستمعون، ليس فقط يستمعون، بل يتشبثون بكل كلمة يقولها.
"إذن سأغادر الآن"، قالت السيدة، "ليلة سعيدة".
أومأ ببساطة.
ووقفت هناك، أنفاسها أصبحت ضحلة وكادت تكون غير موجودة. بدأ قلبها ينبض بشدة أكثر، وجسدها بدأ يرتجف قليلاً.
صوت إغلاق المصعد بهدوء أخبرها أنها تُركت وحدها معه. ولسبب ما، المنطقة الشهوانية بين فخذيها بدأت ترتعش بتوقع.