الفصل 5

"ريا." كان صوته أجشًا وعميقًا، مع لمحة من لهجة لم أتمكن من تحديدها. عيناه الداكنتان مسحتا جسدي والطريقة التي توقفت بها جعلتني أبتلع ارتجافًا.

"مرحبًا," رفعت الكوكتيل محاولًا بدء محادثة. "هل ترغب في شيء لتشربه...؟" توقفت مجددًا، آملًا أن يعرض اسمه. لم يقدموا دائمًا اسمًا. كان ذلك جيدًا. لم يرد بسرعة لكنه استمر في المشي، يتقدم نحوي كالمفترس. كان يضيق عليّ وشعرت كأنني أرنب. اندفعت الرغبة في الفرار في عمودي الفقري ولكن لم أستطع فعل أي شيء.

"أود شرب شيء"، توقف أمامي وبعد وقفة بدت طويلة جدًا، أخيرًا مد يده وأحاط أصابعه حول أصابعي ليأخذ الشراب. كانت أصابعه دافئة وزفر عندما كانت يده فوق يدي. ابتسامتي ضعفت، لكن لحسن الحظ بقيت في مكانها.

كان أطول مني بكثير، يعلو فوقي لدرجة أنه تركني في الظلال بينما كان جسده يحجب الضوء الخافت من فوق. البدلة الفاخرة التي كان يرتديها بدت وكأنها بالكاد تحتوي على كتفيه العريضتين، والمادة تشد على عضلاته بينما يتحرك.

وعيناه كانت تحرق جلدي بينما كان ينظر إلي بوضوح. تجمدت في مكاني وظهرت قشعريرة على جلدي.

كان بطيئًا بشكل مؤلم في أخذ الشراب وإزالة يده من يدي.

"أنا ألكسندر. إنه لشرف كبير أن ألتقي بكِ، ريا"، صوته الروسي المغري تراقص في حواسي وفي النهاية احمر وجهي. "رأيت عرضكِ الليلة. كان رائعًا"، اتسعت عيناي عند ذلك.

"أوه، شكرًا لك." انزلق ضحك ناعم من شفتي قبل أن أتمكن من إيقاف نفسي.

"هل هناك شيء مضحك؟"، ارتفع إحدى حاجبيه الداكنتين، وظهر وجهه قاسيًا جدًا. ذلك جعلني أتجمد في ملابسي.

"آسف، لم أتوقع أنك قد شاهدت العرض"، أجبرت جسدي على التحرك، وجلست مجددًا على الأريكة.

دون أن يفوت ثانية، جلس ألكسندر بجانبي. رغم الكحول، كنت فجأة شديدة الوعي بمحيطي والتوتر بيننا.

"لا أبدو كرجل يذهب إلى الباليه؟"، سأل، ولهجته أصبحت أكثر كثافة. أعطاني الانطباع بأنه قد يكون نشأ في روسيا.

"للوهلة الأولى سأقول لا"، اعترفت بابتسامة خفيفة.

"وأنتِ الخبيرة!!" ضحك. الصوت فاجأني كثيرًا وأجبت بسهولة.

"الباليه هو حياتي"، تنفست، فجأة شعرت بحرارة تحت نظرته المكثفة. الآن ونحن أقرب، استطعت أن أرى بوضوح أن عينيه الداكنتين كانت ذات لون بني فاتح مع بقع خضراء تدور قرب البؤبؤ.

"حسنًا، ستكونين على حق. كانت هذه المرة الأولى لي. بالطريقة التي تؤدين بها، من العار أنني فاتني النصف الأول من العرض"، كان ذلك تصريحًا بسيطًا، ومع ذلك الطريقة التي قالها بها جعلتني أحمر. كانت المرة الأولى له في الباليه وخلال ساعات من رؤيتي على المسرح، دفع لقضاء ليلة معي.

أدرت وجهي وأخذت نفسًا عميقًا، لكن صوت الزجاج وهو ينقر على طاولة القهوة سرعان ما لفت انتباهي. من زاوية عيني، رأيت ألكسندر يضع الكوكتيل، وشيء مثل العزم ظهر على ملامحه. "شكرًا لحضورك العرض"، حاولت أن أستمر في المحادثة. رغم أن هذه كانت دائمًا أصعب لحظة. محاولة تبادل الحديث الصغير بينما نعرف كلاهما كيف ستنتهي الليلة.

"شكرًا لك يا ريا، لموافقتك على لقائي الليلة." صوته أصبح أعمق بشكل لا يصدق.

"بالطبع"، همست. "كان عليّ"، أضفت ببرود وعينيّ على يديّ في حجري. امتد الصمت لبضع دقائق لكنني شعرت بنظراته عليّ، مما جعل شعر رقبتي يقف. كان الهدوء شديدًا حولنا.

"هل يمكنني تقبيلك؟"، يا إلهي، صوته كان عميقًا ودافئًا، مثل الويسكي على طرف لساني. سماعه يطلب ذلك جعل شيئًا يتحرك في بطني. كانت هذه أول مرة ألتقي فيها برجل نبيل. "نعم"، خرج صوتي بالكاد أكثر من همسة. بعد ثانية، رقصت أصابعه على خدي، بخفة الهواء. استنشقت بحدة من دفء لمسته.

جسدي عرف ما يجب فعله في هذه الحالة. بدأت أميل بوجهي لملاقاة وجهه، لكن توقفت عندما التقت شفتاه بخدي.

كانت شفاه ألكسندر ناعمة، وأغلقت عيني. لم يحدث هذا من قبل، لكنني بدأت أشعر بالدفء تجاهه. قلبي تخطى نبضة عندما تحرك ليقبل زاوية شفتي. تلك اللمسة جذبتني رغم توتري. عندما انحرفت فمه فوق فمي، سقطت في القبلة. كانت بطيئة في البداية لكنها سرعان ما أصبحت مطلبة.

قبل أن أدرك ما كان يحدث، انفصلت أفواهنا، ولسانه كان ضد لساني ثم شعرت بيديه على فخذي وجسده يقترب. كانت رائحته مثل الكولونيا الفاخرة ولمحة من الدخان. كان شيئًا أكرهه عادة، لكنني لم أمانع الآن. أصبحت قبلته خشنة، ولم أستطع إلا أن أتخيله يلتهمني بالطريقة التي تحركت بها شفاهه.

كان ماهرًا في التقبيل، وسمحت لنفسي بحرية الاستمتاع بذلك.

"هل يمكنني لمسك؟"، ابتعد، صدره يتحرك بسرعة وهو يستنشق الهواء. فتحت عيني لألتقي بنظراته، والرغبة التي واجهتني جعلت شيئًا يتكور في أسفل معدتي كلفة مشتعلة تحيا.

"يمكنك فعل أي شيء تريده. لقد دفعت لي".

عند كلماتي، اندفع جسده القوي فورًا للأمام واندفع نفَسي عندما اصطدم ظهري بالأريكة. كل شبر منه كان دافئًا وهو يغطي جسدي، يثقلني ويستكشفني. كانت يداه قويتين، وجال بهما على فستاني الصوفي بينما كان يطالب بفمي.

"كان عليّ أن أمتلكك"، همس بحرارة ضد رقبتي ولسانه خرج ليلعق الجلد الحساس هناك.

"في اللحظة التي رأيتك فيها، عرفت أنني سأمتلكك."

Previous Chapter
Next Chapter