الفصل 1

تحطمت عوالم آنا إلى ملايين القطع عندما تلقت الخبر المفجع بوفاة والدها. والدها، رئيس إمبراطورية تجارية قوية، قد أُخذ منها فجأة. استهلكها الحزن، ولكنها لم تكن تعلم أن حزنها سيتعمق أكثر عندما تجد نفسها وحيدة في هذا العالم. لم تكن تعلم أن أخاها غير الشقيق لوكاس، الذي كان دائمًا يطمع في ثروة والدها، كان يخطط لخطوته التالية حتى قبل أن يبرد جسد والدها.

بينما كانت تجلس هناك، غارقة في أفكارها، فجأة انفتح باب الغرفة بصوت عالٍ. قفز قلب آنا عندما دخل أخوها غير الشقيق من الباب. نظرته الباردة والحسابية مسحت الغرفة قبل أن تستقر عليها. شعرت بقشعريرة تسري في عمودها الفقري عندما أدركت أنه هو من رتب هذا المصير الرهيب لها.

"ماذا تريد؟" سألت آنا ببرود.

سخر أخوها غير الشقيق منها، وعيناه مليئتان بالاحتقار. "ماذا أريد؟ هل تتوقعين حقًا أن أجيب على ذلك، أيتها الفتاة الحمقاء؟" خطا خطوة نحوها، وصوته يقطر سُمًّا.

بينما كان أخوها غير الشقيق يقترب منها، شعرت آنا بإحساس من الرهبة يغمرها. كانت تعلم أنه هنا ليسخر منها، ليستمتع بمعاناتها. ومع ذلك، رفضت أن تريه خوفها. بدلاً من ذلك، واجهت نظرته مباشرة، وعيناها تشتعلان بالتحدي.

"اتركني وحدي"، همست آنا له. لكن لم يكن هناك فائدة، لوكاس ظل ثابتًا، وابتسامة قاسية ترتسم على شفتيه. "أوه، أختي العزيزة، أخشى أن ذلك مستحيل تمامًا. كما ترين، لقد بذلت جهدًا كبيرًا لضمان أن تنتهي حيث أريدك أن تكونين بالضبط."

اتسعت عينا آنا بالصدمة. "ماذا تعني؟ ماذا فعلت؟" طالبت، والغضب يتصاعد بداخلها.

ضحك لوكاس ببرود، مستمتعًا بحيرة آنا. "أنت حقًا لا تدركين المأزق الذي أنت فيه، أليس كذلك؟" سخر منها. "ثروة والدك، إرثه بالكامل، تم توقيعه لي."

خفق قلب آنا في صدرها وهي تكافح لفهم كلمات لوكاس. "هذا مستحيل!" صرخت. "والدنا لن يسمح لك أبدًا بالحصول على كل شيء! لقد وعدني!"

"آه، لكن هذا هو المكان الذي تخطئين فيه"، سخر لوكاس. "والدنا كان رجلًا ضعيفًا، دائمًا ما يتخذ قرارات متهورة. لقد وعدك بالكثير من الأشياء، أليس كذلك؟ لكنه لم يكلف نفسه عناء وضع أي منها في الكتابة."

تجمعت الدموع في عيني آنا عندما أدركت الحقيقة. "لقد خدعته"، اتهمت، وصوتها يرتجف. "لقد تلاعبت به ليوقع على كل شيء! أنت وحش، لوكاس. أكرهك!"

لمعت عينا لوكاس بخطورة. "تكرهينني؟" قال، وصوته يقطر بالخبث. "حسنًا. دعي هذا الكراهية تتخمر داخلك، آنا. سيجعل هذا الجزء التالي أكثر لذة."

لم تستطع آنا أن تصدق ما تسمعه. "ماذا تتحدث عن، لوكاس؟ ماذا يمكنك أن تفعل لي أكثر من ذلك؟" توسلت، واليأس يتسلل إلى صوتها.

ضحك لوكاس ضحكة باردة خالية من الرحمة. "أوه، لدي الكثير في جعبتي لكِ يا أختي العزيزة. أولاً، سأحرص على أن تتعذبي بقدر ما عانيت أنا. ثم، عندما تظنين أن الألم قد انتهى، سأبيعكِ لأعلى مزايد. ولن أرحمكِ أبداً."

شعرت آنا بأن قلبها يهوي وهي تستمع إلى كلام لوكاس، وجسدها يرتعش من الرعب. "لا يمكن أن تكون جاداً"، همست وهي تحاول أن تستوعب ما يقوله. "أرجوك، لا تفعل هذا. هذا ليس أنت، لوكاس. لقد تغيرت منذ وفاة والدنا. لماذا تعاقبني بهذه الطريقة؟"

تجهم وجه لوكاس بغضب، وضيّق عينيه نحوها. "تعتقدين أنني أنا من تغير؟ هل لديكِ أي فكرة كيف كان شعوري وأنا أرى والدنا يمنحكِ كل شيء بينما لم أكن أحصل على شيء؟" قال بغضب، وصوته مليء بالسم. "كنتِ المفضلة لديه، دائماً المدللة والمحبوبة. والآن، ستدفعين ثمن محبته. ستعانين كما عانيت أنا."

انهمرت الدموع على وجه آنا وهي تتوسل لأخيها. "هذا ليس عدلاً، لوكاس! لا يمكنك فعل هذا بي! أرجوك، ارحمني! أنت تعرف أنني لم أرغب في هذا، لم أرغب في أي شيء من هذا!"

نظر لوكاس إليها ببرود، وعيناه خاليتان من أي مشاعر. "رحمة؟ تعتقدين أنكِ تستحقين الرحمة؟ أنتِ لا تعرفين معنى الكلمة." توجه نحو الباب وأشار لها لتتبعه. "تعالي، عقوبتكِ تنتظركِ."

ترددت آنا، وقلبها ينبض بقوة في صدرها. كانت تعرف أنه لا خيار لها سوى اتباعه، لمواجهة المصير الرهيب الذي خطط له. وبينما كانت تتبعه خارج الغرفة، لم تستطع إلا أن تتساءل عن نوع الكابوس الذي وقعت فيه.

بينما كانا يسيران عبر الممرات المظلمة، كان صوت المزاد يسمع في البعد. قادها لوكاس نحو الصوت، وسرعان ما وجدا نفسيهما واقفين في الجزء الخلفي من دار مزادات صغيرة وفاخرة، والأجواء مشحونة بالتوتر والتوقع. كان المزاد، رجل ذو مظهر خشن وابتسامة ماكرة، مشغولاً بإثارة اهتمام الحاضرين بسلعة جديدة.

"سيداتي وسادتي"، أعلن المزاد، وصوته يجلجل في الغرفة، "أهلاً بكم في مزادنا الحصري. اليوم، لدينا سلعة خاصة جداً معروضة للبيع. شابة في ريعان شبابها. تأتي من عائلة ذات مكانة عالية، مما يجعلها جائزة ثمينة."

بينما كان المزاد يواصل خطابه، شعرت آنا بالغثيان. لم تصدق أن هذا يحدث، أنها أصبحت مجرد سلعة تُباع لأعلى مزايد. نظرت إلى أخيها، وعيناها تشتعلان بالغضب والكراهية. لكن لوكاس بدا غير متأثر، وكأنه يستمتع بمشهد معاناة أخته.

استمر المزاد في وصف "مزايا" آنا المزعومة، وكلماته تزداد وصفاً وإثارة كلما اشتد التنافس في المزاد. شعرت وكأنها قطعة لحم، تُقيّم وتُحكم من قبل الرجال المتلصصين في الجمهور. شعرت بالإهانة والعجز والرعب.

وأخيراً، بعد ما بدا وكأنه أبدية، ضرب المزاد بمطرقته وأعلن عن المالك الجديد للسلعة. "بيعت!"

Next Chapter