



الفصل 9
قرقعت معدة آنا من الجوع، وشعرت بأن طاقتها تتلاشى. تساءلت كم من الوقت ستنتظر قبل أن تتمكن أخيرًا من تناول شيء ما. لكن أكثر من ذلك، كانت مرعوبة من العقاب الذي كانت تعلم أنه قادم. لقد أوضح لها ماركوس أنها ستُدرّب باستخدام طوق الصدمات، وكانت تعلم أن الألم سيكون غير مسبوق.
شعرت بجسدها يرتعش من الخوف والقلق وهي تنتظر عودة فيكتور. كان الصمت لا يطاق تقريبًا، وعقلها مليء بأفكار الألم والإذلال الذي ينتظرها. لم تستطع تحمل فكرة أن تُعامل كجسم مجرد، لعبة لتسلية الآخرين. كانت تعلم أنه إذا لم تجد طريقة للهروب قريبًا، فسوف تضيع إلى الأبد في رغبات ماركوس الملتوية.
أخيرًا، كسر صوت خطوات في الممر الصمت، وزاد معدل ضربات قلب آنا. تساءلت هل هو فيكتور أم شخص آخر، عذاب مجهول ينتظرها. ربما كان ماركوس نفسه، قادمًا ليشهد خوفها ويأسها بفرح سادي.
لكن عندما انفتح الباب، لم يكن ماركوس الذي ظهر، بل فيكتور. دخل الغرفة بصمت، ووجهه لا يظهر أي تعبير وهو ينظر إلى آنا. "قفي"، أمر بصوت بارد وغير مبالٍ. "الرئيس أمر بأن نبدأ تدريبك."
"أرجوك"، توسلت آنا، صوتها مبحوح من اليأس. "أرجوك، دعني آكل أولاً. أنا جائعة جدًا، بالكاد أستطيع التفكير بشكل صحيح. هل هذا طلب كبير؟" نظر إليها فيكتور للحظة، تعبيره غير قابل للقراءة. أخيرًا، تنهد بتضايق. "حسنًا"، قال بحدة. "لكن ستُعاقبين على وقاحتك."
ابتلعت آنا ريقها، وشعرت بشعور غرق في معدتها. كانت مرتاحة لأنها ستحصل على بعض الطعام، لكن بأي ثمن؟ كانت تعلم أن أي عقاب فيكتور قد أعده لها سيكون شيئًا لن تنساه بسرعة.
أشار فيكتور لها بالوقوف، وأطاعته على مضض، ساقاها ترتجفان وهي تنهض. قادها نحو ما بدا أنه مطبخ صغير في زاوية الغرفة. "اجلسي على الطاولة"، أمرها، دافعًا إياها نحو كرسي خشبي صغير. "انتظري هنا." استدار ومشى بعيدًا، تاركًا إياها وحدها في الغرفة مرة أخرى.
بينما كانت تجلس هناك، وحيدة ومعرضة، لم تستطع آنا إلا أن تشعر بقشعريرة من الرعب تسري في عمودها الفقري. كانت أسيرة في هذا القصر الجحيمي، تحت رحمة رجال يرونها مجرد لعبة لتسلية أنفسهم. والآن، كل ما يمكنها فعله هو الانتظار والتساؤل عن نوع التعذيب الذي سيُفرض عليها بعد ذلك.
مرت الدقائق ببطء، كل دقيقة منها بدت وكأنها أبدية، وخوف آنا وقلقها تزايدا. لم تستطع إلا أن تتساءل عما كان يأخذ فيكتور كل هذا الوقت. هل كان حقاً يحضر طعامها، أم أن هناك شيئاً أكثر شراً ينتظرها؟ لم يكن عليها أن تتساءل كثيراً، حيث أن صوت الخطوات القادمة أعلن عن عودة فيكتور.
دخل الغرفة حاملاً صينية، عليها وجبة بسيطة ولكنها مشبعة من الخبز والماء. وضعها بقسوة على الطاولة أمامها. "كلي"، قال بصوت حازم لا يقبل النقاش. "تأكلي، ثم نبدأ." وقف هناك يراقبها، يقيم طاعتها بصمت.
ترددت للحظة، تفكر في عواقب الرفض، لكن جوعها ورغبتها في تجنب المزيد من المعاناة غير الضرورية تغلبا. بدأت ببطء تأكل، تمزق قطع صغيرة من الخبز وتتناولها.
بينما كانت تحاول الأكل، وقف فيكتور هناك، يراقب كل حركة تقوم بها. عيناه الحادتان تفحصان جسدها، يأخذ كل جانب من مظهرها. كانت تعلم أنه ربما يقيم بنيتها الجسدية، يحكم على قيمتها كعبدة. الفكرة جعلت جلدها يقشعر، لكنها لم يكن لديها خيار سوى تحمل نظرته.
أخيراً، انتهت من الأكل بقدر ما استطاعت، تشعر بإحساس خفيف من الراحة أن جوعها قد خف قليلاً، حتى وإن كانت تعلم أن الأسوأ لم يأت بعد. أطلق فيكتور تأوه رضا، راضياً بطاعتها. "الآن، تعالي معي"، أمر، متجهاً نحو الباب. "حان وقت تدريبك."
أرسلت الكلمات رعشة في عمودها الفقري، لكنها كانت تعلم أنه من الأفضل ألا تقاوم. نهضت من الطاولة، ساقاها ترتجفان من الخوف والترقب، وتبعت فيكتور بينما قادها عبر ممرات القصر المتعرجة. كان عقلها يعج بأفكار العذاب الذي ينتظرها، كل خطوة تأخذها أعمق في كابوسها.
مع استمرار الرحلة، كان عقل آنا يتسابق بأفكار المجهول. إلى أين سيقودها فيكتور؟ أي نوع من التدريب كان ماركوس في ذهنه؟ وربما الأهم من ذلك كله، كيف ستنجو من المحن التي خطط لها؟ كان الوقت فقط كفيلاً بالإجابة، لكن كان هناك شيء واحد مؤكد: آنا كانت على وشك مواجهة بعض أحلك لحظات حياتها.
بعد ما بدا وكأنه أبدية، وصلوا إلى غرفة صغيرة بلا نوافذ مضاءة فقط بشمعة واحدة متذبذبة. الديكور البسيط والشعور العام بالرعب أعطى آنا شعوراً بأن هذا المكان مخصص لغرض واحد: الألم. ارتجفت، محاولاً ألا تفكر في الرعب الذي قد يُلحق بها في هذه الغرفة الصغيرة القذرة.
أشار فيكتور نحو مركز الغرفة، بنظرة صارمة على وجهه. "قفي هنا"، قال بصوت حازم وبارد. "ولا تتحركي." امتثلت آنا، ركبتيها ترتجفان بينما تزحف إلى المساحة المحددة. قلبها ينبض في صدرها، وعقلها يتسابق بالأسئلة. ماذا سيحدث بعد ذلك؟