الفصل 1

هطلت الأمطار بغزارة، متزامنة مع ضربات الأمواج التي تتلاطم على الشاطئ. كادت الأوركسترا أن تسكت خطوات الأقدام العجلة. على بعد بضعة أميال، كان هناك مئات من الرجال بالمدافع يتعقبون تلك الأقدام. كانت الحظوظ في صالحها حيث أن المطر الغزير محى رائحتها وآثارها، وإلا لكان من المستحيل الهروب من كلاب الصيد. بينما كانت خطواتها السريعة تأخذها إلى أعلى قمة، كانت ترى بوضوح فريق البحث يضيق عليها الخناق. نظرت إلى النباح المتقدم، ثم نظرت إلى الأعماق المتلاطمة أسفلها. بيدٍ على خاتم ذيل الثعلب الذي كانت ترتديه، والأخرى على قلبها، أغمضت عينيها وقفزت.

أثناء سقوطها، مرت أمام عينيها رؤى من حياة بدت وكأنها بعيدة. ميا بفستان أزرق زاهي مزهر، تركض في الغابات بجانب التلال. كان هناك ضحك يرن في رأسها. الشخص الذي كان يبحث عنها ويركض خلفها ينادي باسمها "ميا. ميا... لقد أمسكت بك هذه المرة". وسقطا معًا في النهر بين ذراعي بعضهما. ضائعة في العيون الضبابية الحالمة التي كانت تتغير أحيانًا إلى اللون الأرجواني، وأحيانًا الأزرق السماوي، وغالبًا الزيتوني، وأحيانًا أخرى إلى اللون الأصفر. كانت تعرف أن حب حياتها لم يكن رجلاً عاديًا. كان خالدًا، من عشيرة الذئاب، أو هكذا كانت تظن. قبل رأسها بينما كان يسحبهما من النهر ثم حلق بهما نحو السحب وهي في ذراعيه. كل ما كان يهمها في ذلك الوقت هو أن تكون في تلك الأذرع وتضحك كطفلة صغيرة. كانت والدتها قد أعطتهما بركتها. لم تستطع الانتظار لتكون العروس الجميلة لزوجها الوسيم.

تذكرت الليلة التي تزوجا فيها. حتى أنها فكرت كيف يمكن أن تكون حياتها مثالية إلى هذا الحد. شعرت وكأنها في حلم ولم ترغب أبدًا في الاستيقاظ منه. لكن الأمور بدأت تتغير بعد زواجهما بفترة قصيرة. بالكاد كانت تراه حتى اختفى يومًا ما دون أي أثر. ومنذ ذلك الحين، كانت الجبال تتساقط واحدة تلو الأخرى عليها. كادت أن تفقد العد من كثرة مشاكلها، فقد كانت كثيرة جدًا.

بينما مرت الأفكار، انهمرت الدموع على خديها، لكن قبل أن تسقط، مسحتها يد مألوفة برائحة مألوفة ورفعتها بالقرب منها. كانت مرتاحة، مصدومة، مشوشة وغاضبة في نفس الوقت لدرجة أنها لم تجرؤ على فتح عينيها. لكنها أمسكت بردائه بكل قوتها.

ظهر وميض من الضوء الساطع في تلك اللحظة ليغمر الظلام والفتاة معه. لبضع ثوانٍ، أصيب المطاردون بالعمى من ذلك السطوع. بحلول الوقت الذي كشفوا فيه أعينهم، كان كل شيء قد اختفى وعاد الظلام ليغمرهم مرة أخرى مع هطول الأمطار.

"ألم تكن تلك تقنية الهروب الضوئي المميزة لعشيرة الثعالب؟" صرخ أحد الرجال بأعلى صوته.

"كان الصياد محقًا. عودوا فورًا إلى القلعة وأبلغوا عن الحادثة" أمر قائد الفرسان بينما انطلق آخر بسرعة كاملة نحو قلعة الملك البشري الحاكم.

"علينا أن نبحث قليلاً عن أي شيء قد يكون مفيدًا. ابقوا عقولكم وأعينكم يقظة. أي شيء يمكن أن يكون دليلًا. لا يمكن أن نفوت شيئًا" وجه الباقين على الأقدام.

"تذكروا أن لدينا خلودًا متورطين هنا. لا يمكن السماح للعنة القديمة بأن تنطلق. السلام بين الغرب والشرق، إذا انكسر، سيكون الثمن الأكبر علينا نحن البشر." علق الشيخ في المجموعة متذكرًا.

"نعم سيدي" ترددت الأصداء عبر الصفوف بينما كانوا مشغولين بالأزمة الحالية.

Next Chapter