الفصل 6

وقفت متجمدة، وصوتي بالكاد كان همسًا. "ماذا؟"

كانت عيون هنري تبدو وكأنها تخترق روحي. "تجردي من ملابسك"، قال بصوت خالٍ من العاطفة. "دعيني أرى ما يجعلك امرأة"، قال بصوت يشبه التعليق على حالة الطقس.

لم يرني أي رجل عارية من قبل، وفكرة أن هذا الرجل الجذاب والوسيم سيراني عارية جعلت قلبي ينبض بسرعة ومعدتي تتقلص.

"استفيقي!" وبخت نفسي، محاولًة الخروج من حالتي الشبه غيبوبة.

لكن نظرة هنري كانت تمسك بي كالأسر.

"أنا... أنا لا أعرف عن ماذا تتحدث." كنت قصيرة في الكلمات، وهو أمر غريب، لأنني لم أكن أفتقر للكلمات أبدًا.

دفع هنري نفسه بعيدًا عن الطاولة وتقدم نحوي. كانت عيونه باردة كالجليد حينما خطا خطوة نحوي، وغريزيًا خطوت خطوتين إلى الخلف، وركبتاي ترتجفان.

تقدم نحوي كالمفترس، وتحركت إلى الخلف كالفريسة. انتهت لعبتنا الصغيرة من التقدم والتراجع عندما اصطدم ظهري بالحائط، ووضع ذراعيه الكبيرتين على جانبي رأسي، محاصرًا إياي.

نفسي كان يخرج بسرعة، وساقاي تحولت إلى هلام عندما غزا أنفي رائحته الحلوة من الخشب والصنوبر ممزوجة بالكولونيا، محولة أحشائي إلى زبدة.

"هيا"، همس لي. "أرني ما يجعلك امرأة"، أنفاسه الدافئة المعطرة بالنعناع تداعب جوانب وجهي، ولو لم أكن ألهث لالتقاط أنفاسي، لكنت قد أُعجبت بمدى وسامته الغير طبيعية.

رفع يده إلى عظمة الترقوة، وحبست أنفاسي، لا أجرؤ على التنفس، مشلولة بالخوف وشيء لم أشعر به من قبل، لكن يمكن وصفه بالرغبة.

"هيا، صوفيا"، خرج اسمي من لسانه كأنه زبدة، وابتلعت الشهقة التي ارتفعت في حلقي.

لمس عظمة الترقوة، وارتفعت قشعريرة على جلدي عندما لف إصبعه حول حزام الكتف في قميصي، محاصرًا إياي بنظراته.

قبل أن يسحب الحزام، استفقت ودفعته بعيدًا.

"ماذا تفعل؟!" صرخت.

بدلاً من أن يغضب من انفجاري، ابتسمت شفتاه ببطء وبشكل مفترس.

"هذا ما كنت أعتقده. أنت مجرد طفلة. طفلة. هيا، اذهبي"، أشار لي بأصابعه، وفجأة، اختفى كل المرح من وجهه.

شعرت وكأن دلوًا من الماء البارد قد أفرغ على رأسي، وغمرتني الخجل.

استدرت وركضت بعيدًا كأن الأرض مشتعلة، لأنني لم أثق بنفسي ألا أتجرد من ملابسي تمامًا فقط لأثبت له أنه مخطئ.

بعد ساعة من وصولي إلى غرفتي، تحول صدمتي الأولية إلى غضب ورغبة.

"طفلة؟ يعتقد أنني طفلة؟" سخرت، وأنا أربط شعري في ذيل حصان. "سأريه. سأريه أنني لست طفلة."

نهضت من السرير وسرت إلى خزانة الملابس، أبحث عن ملابسي حتى وجدت ما كنت أبحث عنه.

ملابس داخلية حمراء لا تترك شيئًا للخيال.

سأريه أنني لست طفلة.

دفعت الخوف الذي كان يرفع رأسه في عقلي، وانزلقت في القماش الشفاف.

وقفت صدري الكبير منتصبًا في الفستان، وكان يبرز منحنياتي.

عندما نظرت إلى انعكاسي، شعرت أنني كنت أتجاوز الحدود، ولكن بعد أن تذكرت الطريقة التي أحرجني بها، علمت أنني يجب أن أفعل هذا.

لإثبات وجهة نظري.

كنت بالغًا، ورفضت أن أُعامل كطفل.

لم أكن أعرف ما الذي كنت أحاول الحصول عليه من هذا، ولكن الإفراط في التحليل سيجعلني أرى مدى سوء الفكرة، ثم أتراجع.

فكرة أن عمي سيراني بملابس قليلة، أرسلت قشعريرة في عمودي الفقري، وشعرت بالشجاعة.

كان الوقت متأخرًا بالفعل، وكان المنزل مظلمًا، لذلك لم أكن مضطرة للقلق بشأن مصادفة أدالين أو أي شخص آخر.

أسرعت بالخروج من الغرفة، وأخذت الممر الطويل الذي يؤدي إلى مكتبه. كنت مركزة بشدة على محاولة عدم القبض عليّ لدرجة أنني لم أرَ شخصًا يقف أمامي حتى اصطدمت به.

"واو!" أمسك الشخص بكتفي ليمنعني من السقوط.

التقت عيناي بالرجل الغريب. كان وسيمًا، بشعر أشقر فوضوي وعيون زرقاء عميقة، ولكن الطريقة التي مسحت بها عيناه جسدي شبه العاري بشراهة، جعلت جلدي يقشعر، ولعنت قراري.

"آسفة"، قلت بسرعة وركضت عائدة من حيث أتيت.

أو حاولت، لأن يده أمسكت بمرفقي بقوة، ودفعني إلى الحائط.

أصاب رأسي من الاصطدام المفاجئ، ولكن الألم في رأسي كان أقل ما يقلقني.

"إلى أين تذهبين، أيتها العاهرة؟" سأل، وشفتيه ملتوية بابتسامة خبيثة.

خفق قلبي في صدري، وحاولت انتزاع يدي من قبضته، لكنني لم أكن نداً له. ضغط بجسده عليّ، واتسعت عيناي عندما شعرت بانتصابه الصلب يحفر في معدتي.

"اتركني!" صرخت، لكنه وضع كفه الكبير على فمي، ليبقيني صامتة.

"إذن هذا ما كان يستمتع به الرئيس وحده"، لعق شفتيه، وعيناه المغطاة تتبعان جسدي.

رفع يده وأمسك بثديي، مما جعلني أصرخ وأعض بشدة على كفه.

"أيتها العاهرة!" زمجر واصطدم إصبعه المزخرف بحدة بذقني، وشعرت بعالمي يدور. "أرى أنك تحبين الأمور بعنف!"

دمعت عيناي عندما دفع ساقيّ بعيدًا، وأجبر يده بين ساقي، لكن قبل أن يتمكن من لمسي هناك، انفجرت باب، واستدار نحو المصدر، واتسعت عيناه ثلاث مرات.

"ر...رئيس"، تلعثم، وأطلق سراحي.

تحركت بسرعة بعيدًا، محاولًا تغطية جسدي من نظرات هنري الحارقة، ولكن كان الأوان قد فات لأنه رأى بالفعل، وعيونه أظلمت قليلاً قبل أن ينظر بعيدًا.

"كيف تجرؤ؟!" زمجر هنري في وجه الرجل.

"أ...أعتقدت أنها عاهرة. لم أكن أعلم..."

كل شيء حدث أسرع من أن تراه العين البشرية بعد ذلك.

أخرج هنري مسدسًا، كان هناك طلقة، تناثرت دماء الرجل عليّ، وسقط جسده بارتطام.

وقفت متجمدة، غير قادرة على فهم ما يجري بينما كنت أنظر إلى جسد الرجل على الأرض.

سمعت خطوات مسرعة تتحرك حولي بينما جاكوب، وأدالين، ورجلين ضخام لم أرهما من قبل مروا بجانبي، ورفعوا جسد الرجل بدون أن يرمشوا.

شعرت بأن هنري يراقبني كالصقر حتى أغلقت الدنيا من حولي، وكل شيء أصبح أسود.

Previous Chapter
Next Chapter