



لقد فات الأوان
لم تكن أمي حتى في المنزل عندما ذهبت للنوم الليلة الماضية.
توقفت عن سؤال نفسي أين كانت، توقفت عن مطالبتها بتفسير نفسها. الآن، اعتدت على العيش كأنني بمفردي. لهذا السبب طلبت منها التأكد من أن مدرستي قريبة بما يكفي لأتمكن من المشي إليها.
لا أستطيع الاعتماد عليها في أي شيء.
أغادر المنزل مبكرًا هذا الصباح، لا أريد أن أصطدم بها وهي تعود من ليلة سكر. لم يكن البارحة أفضل يوم أول في المدرسة، لكن somehow أقنعت نفسي بأن اليوم سيكون أفضل.
المسافة قصيرة وعندما أخطو داخل حرم المدرسة المسور، ينبض قلبي من الإثارة. سأرى أيدن مرة أخرى. أعلم أنه من السخيف التركيز على شخص بسرعة كبيرة، لكنه كان لطيفًا معي.
تعليقات جايس أمس جعلتني أتساءل طوال الليل عما كان يقصده، لكنني لن أستغرب إذا كان يحاول جعل أيدن يبدو أسوأ مما هو عليه.
أدخل الفصل الأول، وأيدن يجلس في مقاعدنا من الأمس، يلوح بيديه لجذب انتباهي.
"كيف حالك يا فلوريدا؟" يغمز، ويبتسم ابتسامة ساحرة تجعلني أذوب من الداخل.
"أنت تتذكر اسمي، أليس كذلك؟"
يضحك. "نعم، ألينا. كيف كانت الحجز أمس؟"
لا أتمكن من إخباره كيف كانت، يبدأ السيد أدمس درسه بسرعة، متجنبًا النظر إلي طوال الوقت بينما يشرح. لم ينظر في اتجاهنا مرة واحدة، حتى عندما نتحدث بصوت عالٍ يكفي لمقاطعة الصف.
كل شيء يسير بشكل طبيعي حتى وقت الغداء، حيث أجد نفسي وحيدة. أضغط شفتي، أنظر إلى صينية البيتزا المدرسية، وصوص التفاح، والحليب بالشوكولاتة. أرميها بعيدًا، آخذة تفاحة من وعاء وأتجه نحو الطاولات الخارجية.
أجد طاولة خالية، أجلس عليها وأنا أفرك ندبتي. التفاحة تقرمش بصوت عالٍ، وعصيرها يتدفق على ذقني. إنها حلوة، في درجة النضج المثالية.
أسمع ضجة عالية ويجذب انتباهي مجموعة كبيرة من الناس متجمعة حول طاولة. تتسع عيناي، ينبض قلبي بسرعة عندما أرى أيدن جالسًا على الطاولة وفتاة على حضنه.
هي تجلس عليه، وظهرها لي. لديها منحنيات، وقميصها يرتفع ليظهر معظم ظهرها. أيدن يضحك، يرمي رأسه للخلف وهي تلف ذراعيها حول رقبته وتضحك معه.
هل... هل لديه حبيبة؟
أخذ قضمة من التفاحة، ما زلت أراقب.
تمسك بذقنه، تجبره على النظر إليها وتقبله. لا يوقفها، يداه تمسك بجلد ظهرها وتنزلهما ليقبض على مؤخرتها.
الحرارة تتصاعد في معدتي.
أتساءل كيف يكون الشعور بأن يُلمس بهذه الطريقة. خاصة من شخص مثل أيدن. عضلات، يدان كبيرتان، وسيم. يبدو وكأنه يعرف ما يفعله. يجف فمي.
أرفع عيني عنها إليه وأشهق، متجمدة في مكاني عندما أراه ينظر مباشرة إلي. تلك العيون الكهرمانية تلمع في ضوء الشمس وتحدق بي، تراقبني بينما يلتهم الفتاة بقبلة.
أصابعه تحفر في مؤخرتها، ويحركها، يكاد يطحنها على حضنه.
لكن تلك العيون، تلك العيون المكثفة، المازحة، تبقى علي.
يتنمل جلدي وأطرف من تركيزه، أنظر حولي للتأكد من أن لا أحد يراقبني. أرمي التفاحة في القمامة، شهيتي زالت وأمشي بعيدًا، أنظر خلفي مرة واحدة قبل دخول المبنى.
ما زال يراقبني.
ما زال يقبلها.
أهز رأسي وأتجه إلى المبنى، أبحث عن ملاذ في المكتبة. معدتي تلتوي، لكنني أتجاهلها.
المكتبة تكاد تكون فارغة، لذا لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لأجد طاولة. أخرجت دفتري، وفتحته على صفحة جديدة حتى أتمكن من الرسم حتى ينتهي وقت الغداء.
"أليـنا."
أغلقت عيني، وأطلقت نفسًا عند سماع ذلك الصوت المألوف. كل ما أردته اليوم هو ألا أصطدم به، ألا أراه.
جلس زيد أمامي، وجلس جايس بجانبه، وأخذ تابعهما الآخر المقعد بجواري.
"يا لها من صدفة أن نلتقي مجددًا."
"إنها أشبه بسوء الحظ"، همست تحت أنفاسي، دون أن أنظر إليه مباشرة.
ضحك بخفة. "آه، هذا مؤلم."
رفعت عيني إليه، وأجبرت نفسي على ألا أرتجف تحت نظرته الداكنة. "ماذا تفعل هنا؟ لا تبدو من نوع الأشخاص الذين يأتون إلى المكتبة."
قهقه جايس، لكنه لم يقل شيئًا بينما عبس زيد، متظاهرًا بالألم. "أوه، هل تعتقدين أنني غبي؟"
هززت كتفي، واتكأت على كرسيي وأنا أعقد ذراعي فوق صدري. "إذا كان الحذاء يناسبك."
ترتسم على شفتيه تلك الابتسامة القاطعة. "حسنًا، أعتقد أن الوقت قد حان لأظهر مدى جديتي في الدراسة."
بدأ قلبي ينبض بسرعة.
بحث في جيوبه وأخرج هاتفه. "لقد أجريت بعض الأبحاث الليلة الماضية."
لا أعرف إلى أين يتجه هذا، لذا جلست واستمع، محدقة في الساعة، آملة أن ينقذني الجرس.
"أليـنا هانسون. من فلوريدا."
هرب الأكسجين من رئتي، وغرست أصابعي في ذراعي لأوقف الدموع التي تملأ عيني. "توقف."
"وجدت هذا المقال المثير عنك."
صررت على أسناني، وأكافح لأتنفس. "توقف."
"أليـنا هانسون، الناجية الوحيدة من حادث تحطم ناري قتل فيه شقيقها ووالدها."
بدأت أذناي تطن والعالم من حولي يدور. كان علي أن أغلق عيني لأستعيد توازني وأمسكت بالطاولة، أشعر بالغثيان يرتفع في حلقي. إنه سحب ودفع، مثل موجة مد.
أستطيع أن أشم رائحة النار، والمواد الكيميائية في الهواء، والبنزين والأسفلت الساخن تحت قدمي. لحم محترق. صرخات والدي، بكاء أليكس. كل شيء يعود مثل حمم بركانية تتدفق من بركان، لا أستطيع إيقافه.
بكيت، صرخت. قلت لهم أن يتركوني، ألا ينقذوني إذا لم يستطيعوا إنقاذهم. لكن كان الأوان قد فات.
كان الأوان قد فات-
تدفقت المياه على وجهي وصرخت، عائدة إلى وعيي.
شعرت بأن ساقي لا تقويان على حملي وكافحت لأقف. أمسكت بالحوض أمامي، وعندما نظرت، كان زيد يقف خلفي، يمسكني بينما يرش الماء على وجهي.
كانت عيناه ضيقتين، وكان يراقبني بهدوء.
لم يعتذر، لم يقل شيئًا، في الواقع. فقط يحدق.
عندما تمكنت أخيرًا من وضع ثقل على ساقي، تراجع خطوة وأمال رأسه.
جففت وجهي بالمناشف الورقية، ونظرت حولي لألاحظ أننا في حمام الرجال. لكن الحمام كان فارغًا، ونحن فقط في الغرفة.
"هل هذا هو سبب حصولك على الندبة؟"
نظرت إليه بغضب، وفتحت فتحتي أنفي، لكنني لم أقل شيئًا، رافضة أن أقول شيئًا. حاولت المرور بجانبه، فقط لأتوقف عندما لف يده حول ذراعي وسحبني أمامه.
رن الجرس ليعلن نهاية الغداء. ومع ذلك، بقينا في مكاننا.
استنشق، وارتفعت كتفيه عندما وصل إلى حافة قميصه، رفعه حتى صدره واتسعت عيناي عندما رأيت الفوضى من الندوب على الجانب الأيسر من جذعه.
حروق.
من سرته إلى بداية حلمة صدره.
انفتح فمي من الصدمة، وهربت نفس مني.
أنزل قميصه، وأمسك بذراعي مجددًا وقادني خارج الحمام. "هيا، سنتأخر عن الحصة."